بَحْرَالرُّوح- حَائِل
جئتكِ..
ألفيتُكِ نهرَ حنينٍ للصَّبِّ الظمآنِ
وجَبْراً للمكسورِ..
شموسَاً،
وشموخَ نخيلٍ وقبائِلْ.
قبَّلتُ يديكِ،
وأسمعتكِ شِعْراً خطّتهُ يَدَايَ
وغنّتْهُ صَبَايَا.. وبَلابِلْ.
كنتِ كما أحببتُكِ،
أبسطَ مِنْ ماءِ الكلماتِ الأولى
يَعقِلُهَا العَالِمُ والجَاهِلْ.
أعمَقَ مِنْ جُودِ اللغةِ، وكُنْتِ
إنْعَامَ الظلِّ على الصَّحْرَاءِ
مِنَ الغَيْمِ المُتَصَاعِدِ
مِنْ بَحْرِ لُجِّيٍّ يَحْتضِنُ المعنَى.
كنتِ المَوْعدَ، كُنْتِ
الوقتَ سَلِيمَاً..
في الزَّمَنِ المَائِلْ.
كنتِ البَيْتَ الطِّينِيَّ،
وكنتِ البَابَ الخَشَبِيَّ،
وكنتِ الطائفَ في عينِ صَبِيْ.
كنتِ الدارَ،
وأهلَ الدارِ،
وكنتِ الحَيْ.
كنتِ جمالَ التاريخِ مُقَيمَاً يَا طَيْ.
عانقتكِ فانفرَطَ العِقدُ،
اللؤلؤُ منثوراً كانَ يُنِيرُ خُطَاكِ
ويُشْعِلُ أقدامِي.
يا للرقصِ على النَّغَمِ العَالِي،
ثمَّ انتظمَ الوَعْدُ بأصحابِ الدُرِّ
فقلتُ لنفسِي ها عَادَتْ
كالموجةِ إذ تنأى أيامِي.
يا بَحْرَ الرُّوحِ المُتَعاَلِي
عُدْنَا بالحُبِّ، وبالشِّعْرِ،
وبالذَّاكِرَةِ المغمورةِ بالطِّيبَةِ مِنْ حَائِلْ.
وحَّدَنَا اللهُ فقلنا:
ما أجْمَلَ أنْ ينتصِرَ الحُبُّ المقتولُ
على الكُرْهِ القاتِلْ.